منتديات قـرية بـقرص
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، قال الله تعالى


((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)) التوبة :105أخواني أخواتي أعضاء وزائري ورواد منتديات قرية بقرص


اهــــلاً وسهلاً بكم
منتديات قـرية بـقرص
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، قال الله تعالى


((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)) التوبة :105أخواني أخواتي أعضاء وزائري ورواد منتديات قرية بقرص


اهــــلاً وسهلاً بكم
منتديات قـرية بـقرص
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اجتماعي اسلامي ثقافي عام يناقش اخبار قرية بقرص في دير الزور..
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أبونواس والنهاية الغامضة!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالكريم العابر
عضو مميز
عضو مميز



sms sms : النص
عدد المساهمات : 189
نقاط : 4940
تاريخ التسجيل : 07/10/2011

أبونواس والنهاية الغامضة! Empty
مُساهمةموضوع: أبونواس والنهاية الغامضة!   أبونواس والنهاية الغامضة! Empty2011-10-24, 05:43

كان ابونواس 'الحسن بن هانيء' من شعراء الدولة العباسية وكان شاعرا ماجنا محبا للخمر وقد ولد سنة 139هـ علي ارجح الاقوال، وقد حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة كما تفتحت موهبته الشعرية في سن صغيرة ايضا
وقد درس بجانب الشعر اللغة الفقة والتفسير وعلم الكلام، كما كان يجيد الفارسية لانه من اصل فارسي.
وكان بجانب ذلك يحب الفكاهة وهي التي قربته من الخلفاء والوزراء.

فخرج من البصرة الي بغداد.. حيث تعرف علي الرشيد الذي اغدق عليه الكثير من المال وما كاد يجري في يده المال حتي اخذ ينفقه في الحانات وشرب الخمر، وتمرغ في اوحال النساء وقد رحل الي مصر حيث كان والي الخراج بها فارسيا مثله ولكن لم يطق العيش في مصر فقد شده الحنين الي بغداد ولياليها..
وقد اقترب من الامين بعد وفاة الرشيد، حتي ان اخاه المأمون قد جعل من تقريبه ابونواس ذريعة للهجوم عليه.. لأنه قرب الي مجلسه من كان ينهم بالشراب وهتك المحارم.. فهو القائل
ألافاسقني خمرا وقل لي هي الخمر
ولاتسقني سرا اذا امكن الجهر
دبح باسم من تهوي ودعني من الكني
فلا خير في اللذات من دونها ستر
ويبدو ان الخليفة العباسي الامين قد ضاق ذرعا بفضائحه مما اغري وزيره الفضل بطلب الي الخليفة ان يحبسه فحبسه في سجين 'المطبق'.. وهذا السجن كان قد اقامة الخليفة ابوجعفر المنصور عندما قام بتخطيط مدينة بغداد.. وقد شيد هذا السجن بصورة يصعب علي السجين الهروب منه، وربما فعة الي ذلك انه كان هناك سجن في 'الهاشمية' بناه ابوالعباس السفاح، وقد استغلت جماعة 'الراوندية' وهم اتباع ابي مسلم الخرساني، ضعف بناء هذا السجن، فقاموا باخراج المساجين موا بعد مهاجمته، في محاولة منهم لمهاجمة قصر المنصور ومن هنا فقد قرر المنصور ان يكون سجن المطبق حصينا من الصعب مهاجمته اوالهروب منه وكان هذا السجن يسجن فيه من يخاف الخليفة غدرهم او اذا غضب علي احدهم من كبار القواد او الساسة

***

وقد اتهم الشاعر ابونواس بالفساد والزندقة ودخل هذا السجن، ولم يطق الحياة فيه في عهد الرشيد فأرسل استعطافا الي الرشيد حتي يفك سجنه.. يقول في رسالته تلك.
بعفوك بل بجودك عذت بل
بفضلك يا امير المؤمينا
فاني لم اخنك بظهر غيب
ولاحدثت نفسي ان اخونا

***

ودخل السجن مرة اخري في عهد الامين، واخذ يتمني ان يئول الحكم للمأمون حتي ينقذه من هذا السجن وقال:
اما الامين فلست ارجو دفعه
عني، فمن لي اليوم بالمأمون؟!
حتي يقول الرواة ان المأمون عندما سمع هذه الابيات التي قالها ابونواس مستنجدا به من عذابات سجنه، وكان الخلاف علي اشده بين الاخوين الامين والمأمون فقال:
والله لئن لحقته لاغنينه غني لايؤمله
ولكن الشاعر ابونواس مات قبل دخول المأمون بغداد.. فقد مات سنة 198ه

***

ولم ينس ابدا هذا الشاعر ماشعر به من هوان داخل السجن، وطاعته للسجان، الذي وصفه بأنه جعل من حياته جحيما لايطاق، حتي انه شعر بأنه أثقل علي قلبه من الحديد الذي يكبل يديه، وكان هذا السجان الذي دخل التاريخ لان ابونواس ذكره في اشعاره، وشكواه الي الخليفة منه.. وقال له فيما قال من شكواه
واعف مسامعي من صوت رجس
ثقيل شخصه يدعي 'سعيدا'
ويقول عنه الباحث محمد عبدالغني حسن:
وقد احاطت تهمة الزندقة والكفر بأبي نواس من كل جانب حتي لم ينقطع الاتهام عنه لحظة طوال حياته، وهو ملوم في ذلك كل اللوم، فما كان اغناه لو عقل عن ركوب هذه المزالق الخطرة وكثيرا ما كان يلجأ الي الخلاص من تهمة الزندقة بحركات وافعال تدل علي ايمانه، وقد أجدت عليه هذه الوسيلة مرة، وخذلته غير مرة فقد حدث عاصم بن حميد بن غنيم الوراق، وعنه روي ابن منظور المصري صاحب لسان العرب قال: رأيت ابانواس وهو في سراويل، والناس يجرونه، ويضربونه في قفاه بالنعال ويقولون: زنديق.. ويرمونه بالحجارة حتي ادخلوه الي محمد بن زبيده يعني الخليفة العباس الامين
فقال: ما هذا؟
قالوا: زنذيق
فقال: علي بالسيف والنطع!
فقال ابونواس: دعوني اصلي ركعتين، فأفرجوا عنه؟ فتهيأ للصلاة ثم رفع رأسه الي السماء وكبر وصلي ركعتين وقال:
سبحان من خلق الخلق
من ضعيف مهين
فساقة من قرار
الي قرار مكين
في الحجب شيئا فشيئا
تحاردون العيون
حتي بدت حركات
مخلوقة من سكون.
فقال الامين:
ماهذا زنديق.. أعطوه ألف درهم، واخلعوا عليه، فخرج تحت الخلع، وطردوا الناس عنه

***

ولم يكن سجنه بسبب الزندقة فقط، فقد سجن ايضا بسبب تعاطيه الخمر، اكثر من مرة وفي احدي المرات استعطف الخليفة الامين من وراء قضبان السجن بقصيده طويلة قال في احد ابياتها وهو يمدح الخليفة:
فديتك ان ليل السجن ياس
وقد ارسلت: ليس عليك باس
فلما بلغت الابيات الخليفة، عفا عنه واخرجه من السجن الي عالم الحرية ويقول عنه الدكتور شوقي ضيف:
......... وفي اخباره مايدل علي نه تنسك مرارا ثم عاد الي غيه او ربما رقيت فيرات هذا النسك الي زمن الرشيد، وحين كان يلقي به في السجن، اذ يقال انه حج سنة 190ه وكأنما هي صحوات كان يفيق فيها ثم يرجع الي حكاياه، وتوفي الامين، ولم يلبث ان توفي بعده.
وقد اختلف الرواة في تاريخ وفاته.. فمنهم من تقدم به الي سنة 195ه ومنهم من تأخر به الي سنة 199ه وقيل بل توفي بعد المائتين بقليل، وفي ديوانه رثاء للأمين يشهد بأن وفاته لم تكن قبل سنة 198ه.
واختلف الرواة ايضا في سبب وفاته.
فقيل انه توفي وفاة طبيعية.. وقيل بل هجا اسماعيل بن فوبخت هجاء فقد مقذعا فيه أمه ورماه بالبخل والرفض، فوس له شربة من سم قتلته بعد اربعة اشهر، وقيل بل وشي له من ضربه حتي مات!

***

ولاشك ان ابانواس كان شاعرا كبيرا، ولكن افسد حياته بشعره الماجن الناجم عن نفسية معقدة، مليئة بالعقد النفسية والتي يرجعه بعض النقاد انه كان يتأزم من سيرة أمه المنحرفة، وهذا مادفعه ان يعيش حياته بالطول والعرص، ضاربا عرض الحائط بالاعراف والتقاليد بل وبالدين ايضا فهو القائل:
انما العيش سماع وفدام وندام
فاذا فاتك هذا فعلي الدنيا سلام
ويظهر عدم مبالاته بالقيم ولابالناس، عندما قال بمرأة عجيبة:
لاتبك ليلي ولاتطرب الي هند
واشرب علي الورد من حمراء كالورد
كأسا اذا انحدرت في حلق شاربها
اجدته حمرتها في العين والخد
فالخمر ياقوته والكأس لؤلؤة
في كف جارية ممشوقة القد تسقيك من يدها خمرا ومن فمها
خمرا فمالك من سكرين من بد
وكان من الطبيعي ان يجر هذا الشعر عليه المشاكل خاصة عندما تتلاعب برأسه الخمر فيعلن بأنه لايؤمن ببعث ولاحساب ولابجنة ولانار..!
ولو كان هذا الشاعر الماجن قد وعي الحقيقة حقيقة الحياة والموت ومابعد الموت، التي تحدث عنها في بعض لحظات جده بعيدا عن الخمريات التي اذهلت عقله فنأي عن الصواب، ودخل بسببها السجن.. لو عرف البعد عن المجون والخمر والهلوسة، وكتب شعره الجميل وهو متمسك بالقيم والفضائل لكان واحدا من اعظم الشعراء الذين عرفهم التاريخ الادبي ولما عرف ايضا ظلام السجون!

مراجع

العصر العباسي الاول... د. شوقي ضيف
في صحبة الشعر والشعراء محمد عبدالغني حسن
حديث الاربعاء... د. طه حسين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالكريم العابر
عضو مميز
عضو مميز



sms sms : النص
عدد المساهمات : 189
نقاط : 4940
تاريخ التسجيل : 07/10/2011

أبونواس والنهاية الغامضة! Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبونواس والنهاية الغامضة!   أبونواس والنهاية الغامضة! Empty2011-10-24, 05:46

السلام عليكم

الان جبتلكم ا خواني قصة من قصص ابو نواس قصص واقعية ورب الكعبة

هو الحسن بن هانئ الحكمي أمير الشعراء (( أبو نواس )) ,, ولد في عام 136هـ وتوفي عام 196 هـ ..لقد أثار هذا الشاعر العباسي إهتمامي منذ مدة ليست بالقصيره ,,, لما لمسيرته الحياتيه من وقع على ذات النفوس

*الـلـــوامـــه* ,,, والتي ذكرها سبحانه في كتابه الكريم ...

لقد عاش هذا الشاعر حياة صاخبه ,, بالمعنى الحقيقي لصخب ...
فقد أشتهرت بأشعاره المسماه بالخمريات .. لولعه فيه وشدة تعلقه به ..
ولقد جاء من قصصه ,,, أنه دخل خمارة وطلب ((( ثنين ببسي و واحد كولا :p ))) كأسا" من الخمر وقال

لساقي عندما أقبل إليه بكأسه ليتناوله : أسقني الخمر وقل لي هي الخمر ,,, !!!!!!!

والقصد من ذلك بنظر أبونواس أنه يريد إمتاع جميع حواسه بالخمر ... فاللمس باليد والذوق باللسان والشم من الرائحه والعين بالمشاهده ,,, والسمع بسماعه لأسمه ... !!!

وأيضا" ذكر في شدة تولعه بالخمر وألتهاءه به عن قيامه بألزم واجباته الدنينه ألا وهي الصلاه ...
فقد كان هو وثلة من ندائمه خارجون للخمارة بنية السمر وشرب الخمر ,, وإذا بهم في الطريق وتقام صلاة العشاء ,, فقال أحدهم دعونا نصلي قبل ومن ثم نذهب لقصدنا ..
فرد عليه أبونواس قائلا" :
دع المساجد للعباد تدخلها ,,, وأذهب بنا إالى الخمار يسقينا
ما قال ربك ويل للذين سكرو ,,, بل قال ربك ويل للمصلين
(( نستغفر الله من ذلك ونتوب له ... ))
ولم تتوقف الصخابه في حياة أبونواس عند ذلك ,,, فقد ذكر عنه فيما ذكر ...
أنه قدم الى الخليفه العباسي هارون الرشيد ,,, وقد كان من المقربين اليه ,,, وكان الخليفه يعلم أبو نواس جيدا" ... فستأذنه أن يبيت في قصره هذي الليله ,,,, وقد كان أبو نواس قد ورد إليه أن لدى الخليفه غلام حسين الشكل بهي الطليعه ,,, فدخل في نفس أبو نواس ما دخل ,,, وقرر أن يبيت عند الخليفه ليراه عندما أتى موعد المبيت نام أبو نواس والغلام المسمى ب(( أبو طوق )) في غرفة واحده ,,, فأمر الخليفه أبو نواس بالمبيت على الأرض ,, وأن يكون الغلام (( أبو طوق )) على السرير .. فعندما أتى الصباح قدم الخليفه إالى الغرفه ليرى فيما أمر ,,, فرى أبونواس والغلام (( أبو طوق )) على السرير سوية" ,, فوكز الخليفه أبو نواس فأفاق أبو نواس من نومه وإذ بالخليفه ينهره على عصيان أوامره ,,, فرد عليه أبو نواس بقوله :

هزني الشوق إلى أبي طوق ,,,, فتدحرجت من أسفل إلى فوق !!!!!!


ذلك هو ابو نواس ,,, شاعر الخمريات

أحبتي ....

ما سبق ذكره ما هو إلا جانب واحد فقط من مسيرة أبو نواس الحافله بما يستحق المتابعه ,,,
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالكريم العابر
عضو مميز
عضو مميز



sms sms : النص
عدد المساهمات : 189
نقاط : 4940
تاريخ التسجيل : 07/10/2011

أبونواس والنهاية الغامضة! Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبونواس والنهاية الغامضة!   أبونواس والنهاية الغامضة! Empty2011-10-24, 05:54

حكاية
ابو نواس والملكة زبيدة



الرشيد كان ميالا إلى أبي نواس معجبا بشعره ومنادمته.
وكان ميالا إلى زوجته السيدة زبيدة ولا يفضّل
عليها أحدا من النساء
وفي ذات يوم دخل عليه أبو نواس واخذ في ممازحته
ومنادمته فلم تنبسط لذلك أساريره،
فعلم أنّ هناك ما يشغله ويقلق باله,
فقال له ياأميرالمؤمنين ما عهدي بأحد ظلم نفسه مثلك ,
لماذا لا تتمتّع بتمام اللذة وتغتنم صفو الحياة..؟
أمامك المآكل الشهية والجواري الأبكار بديعات ,
الحسن والجمال ذوات الخدود النواضر والعيون
الفواتك من كل مائسة تختال باهرة الطلعة
رائعة الدلال وامامك يا أميرالمؤمنين المدنيات
والحجازيات والعراقيات بقدودهن السمهريات
وامامك الأوانس من سائر الأمصار وما هنّ عليه
من حياء ووقار وخفة ولطافة ورشاقة،
فاستفاق الخليفة من شروده الذي كان فيه ,
واعتدل وتوجه إلى أبي نواس وقال:
ويحك يا ابا نواس انني لا اعتقد أنّ لك شبيها بين ا
لناس ولم اسمع من احد اعذب من ألفاظك وأحلى من
حديثك فأعد عليّ ما قلت فأعاد عليه الحديث ,
وزاد فيه وصفا وإغراءً. وهنا وجد الرشيد
من النشاط ما أعاد إليه عهد تصابيه، وسُرَّ من
أبي نواس سرورا لا مزيد عليه وصرفه وأنعم عليه

ثم ذهب الى الحرم فدخل على زوجته السيدة
زبيدة فوجدته على غير ما تعهد فقالت له:
ما بال أميرالمؤمنين هل حدث ما يوجب
انشغاله عني؟؟؟ فأجاب:
لا أبدا لم يحصل شيء.. وما زالت به حتى باح لها
بما قاله أبو نواس.. فاغتاظت غيظا شديدا ثم
قالت أما كان الأجدر بك يا أميرالمؤمنين أن توبخه
وتوقفه عند الحد الذي لا يتمادى فيه؟؟
فقال لها وكيف أوبخ من أزال همومي
وصيرني الى غبطة بعد يأس؟؟!!

فقامت من حضرته وهي تكاد تتميز من الغيظ ونادت
بعض غلمانها الأمناء وقالت لهم اذهبوا
الى أبي نواس في داره واضربوه ضربنا أليما
ولا تتركوه حتى يسقط بين أيديكم مغمى عليه.. وعرِّفوه أن الملكة زبيدة هي التي أمرت بذلك..
فخرج الغلمان من عندها حتى دخلوا على
أبى نواس فقالوا له إننا أتيناك من
الملكة زبيدة حرم أمير المؤمنين..

فقال لهم أهلا وسهلا بكم ماذا تريدون مني؟
فعمدوا الى عصيّهم وانهالوا بها على جسمه
حتى أثخنوه جراحا وصار يستغيث ولا يغاث
ولم يتركوه حتى سقط على الأرض مغمى عليه
فنزلت زوجته أخذته منهم واحتملته الى الفراش....
واستمر في فراشه مدة شهر كامل ولم يعلم
أميرالمؤمنين بشيء مما حدث له.

وفي ذات يوم مرّت ذكراه على مخيلة الرشيد
واشتاق الى حديثه وحسن مداعبته فأرسل
بعض الخدم في طلبه فوجدوه مريضا فقالوا له:
اجب أمير المؤمنين فقال لهم:
كيف اذهب إليه وأنا على ما ترون من المرض
والهزل فاحتملوه الى قصر الخلافة ثم ادخلوه
على الرشيد فلما مثل بين يديه أمره بالجلوس ,
فجلس وهو زائغ البصر,,
.. وراح ينظر الى المجلس في وجل واضطراب ,
ووقع نظره على باب صغير في آخر الإيوان
فأدرك بنباهته أن السيدة زبيدة تسترق السمع
من خلف ذاك الباب وان الخليفة
لم يعلم شيئا مما حدث له,
فنظر إليه الخليفة وقال:
لماذا احتجبت عنا كل هذه المدة يا أبا نواس؟؟ فقال:
وقيتَ السوءَ يا أميرالمؤمنين لقد كنتُ مريضا
وهذا ما منعني من الوفود إليكم..

فقال الرشيد: لا بأس عليك يا ابا نواس فما دام
انك شفيت فقصَّ علينا أحاديث الغرام وما يجب
على مثلي من ربّات الجمال..
فقال أبو نواس: دعنا يا مولاي الآن من مثل هذا الحديث..
فقال الخليفة: بحقّي عليك إلا ما قصصت عليَّ
شيئا ظريفا عن النساء وجمالهنّ والمتعة بهنّ
وأعدْتَ عليّ ذلك الحديث الذي ارتاحت له نفسي :
وابتهجت أذناي لسماعه، وإنني والحق يقال
يا أبا نواس منذ تلك الليلة التي سمعت فيها حديثك
وأنا أتشوق الى سماعه من جديد أتلهف
الى سماع أخبار ما وصفت من النساء..

فقال أبو نواس: نعم يا أميرالمؤمنين لقد أخبرتك
أن العرب اشتقت اسم الضرّة من الضرر وانهم قالوا:
من حوى امرأتين جاء الى نفسه بداهيتين
وجلب على ذاته مصيبتين ولم يعش باقي عمره
الا في همّ ونكد.. ومن حوى ثلاثة تنغصّت
حياته وحانت من المزعجات وفاته..
ومن جاء بأربعة عُدَّ من اهل القبور وان لم يكن
في اللحد مدفونا.. والخيرُ كلُّ الخير للرجل العاقل،
الزوجة الواحدة يهواها وتهواه فيعيش طوال حياته
متمتعا بما يهواه من نعمة دينه ودنياه..
هذا يا أميرالمؤمنين ما كنت قد حدثتك به.


فقال الرشيد: ويحك يا ابا نواس انني
لم اسمع منك هذا الحديث قط.
فقال ابو نواس: وهو يتجاهل كأنه لم يسمع ما قاله
الخليفة: يا امير المؤمنين وناصر الدولة والدين
ان في الزوجة الواحدة كفاية وهي للخير طراز ونهاية
فمنها الخير والانعام والمجد والاكرام...

فقال الرشيد: برئتُ من ديني ان كنت قد سمعت منك
شيئا من هذا البيان قبل الآن.
فقال ابو نواس: ربما كانت افكارك شاردة في ذلك الحين
يا اميرالمؤمنين وانني أخبرتك ايضا ان عندك
السيدة زبيدة بنت القاسم ريحانة الرياحين
وبهجة الناظرين واني لحظت من كلامك ان عينك
تميل الى جمال الغانيات وتطمع الى امتلاك
الحسان الفاتنات وهذا لا يليق بك
يا ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
فاغتاظ الرشيد وهجم عليه بسيفه وصاح به:
ويلك هل تكذبني يا ابا نواس؟؟

فقال ابو نواس: الله الله وهل انت تريد ان تقتلني ,
يا امير المؤمنين؟؟. وهنا سمع الخليفة
من خلف الستار ضحكة لذيذة وصوتا رقيقا يقول:
صدقت يا ابا نواس انت لم تحدثه بما قال عنك
ولم يخبرني بما قلتَه له الآن بل قال لي كلاما
محرّفا وهذا على رأيك من شدة شغفعه
بالنساء وميله إليهنّ.

فقال ابو نواس: نعم نعم هذا كان كلامي يا مولاتي
ثم غادر الغرفة تاركا الخليفة والمجلس خائفا مذعورا..
وخرج من القصر وهو لا يصدق بالنجاة
وبعد وصوله بقليل اقبل اليه عبيد الملكة زبيدة
ومعهم الهدايا الكثيرة وعشرة آلاف درهم ,
فأخذها منهم وقال لهم: قولوا للملكة إنني بعد الآن
لن أحدثه الا بما يسرّها.

وحين دخلت السيدة زبيدة على الرشيد قصّت عليه
ما كان من أمرها مع أبي نواس وما حصل له
من الضرب والتعذيب فأمر بإحضاره ولما سأله
عما حصل قال: ما أصابتني نكبة في الحياة
الا من يد مولاتي زبيدة... فضحك الاثنان
وامر له الخليفة بجائزة اخرى,,
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أبونواس والنهاية الغامضة!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قـرية بـقرص :: منتدى اللغة والأدب :: أدباء في الذاكرة-
انتقل الى: